تمر هذه الأيام الذكرى الـ75 على تأسيس جامعة الدول العربية حيث تم تأسيسها يوم 22 مارس عام 1945، وهي منظمة تضم في عضويتها 22 دولة يمثلون الدول العربية الافريقية والاسيوية وتعد المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين احدي المنظمات العربية المتخصصة التي تعمل تحت مظلتها.
و تقع الجامعة العربية في مدينة القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية، تهدف نشأتها وميثاقها إلى التنسيق بين الدول الأعضاء في الشئون السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية.وبهذه المناسبة و جه معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، رسالةً هنأ فيها الأمة العربية بالعيد الماسي للجامعة ومرور خمسة وسبعين عاماً على تأسيسها.
وجاء في رسالة أبو الغيط أنه في مثل هذا اليوم منذ 75 عاماً اتخذ العربُ قراراً تاريخياً بتأسيس بيت جامع يضمهم في رحابه، ونظام مؤسسي يُترجم الرابطة الحضارية التي يشعرون بها إزاء بعضهم البعض.. تلك هي الجامعة العربية التي جسدت وعياً جديداً سرى في أوصال هذه الأمة من أقصاها إلى أقصاها بأن لسانها عربيٌ، وثقافتها عربية، وشعورها وضميرها ووجدانها عربيٌ.
وأضاف أبو الغيط أن ا لجامعة قطعت رحلة طويلة من التحديات، ومن الإنجازات والإخفاقات، وأنها عبّرت عن صوت العرب الجماعي وجسدت دفاعهم من قضاياهم ومقدراتهم.. "ماوسعهم جهدهم، وفي ضوء مُعطيات زمانهم".
وأكد أبو الغيط أن الجامعة لا تُعاني أزمة وجود؛ إذ أن هذه الأمة لم تكن أحوج إلى هذا البيت الجامع في أي وقتٍ مضى أكثر مما هي الآن، ذلك أن الدولة الوطنية العربية تواجه اليوم تحدياتٍ غير مسبوقة في حدتها وخطورتها.. تحدياتٍ تتعلق، في بعض الحالات للأسف، بوحدة ترابها وسيادتها ووجودها ذاته، مُضيفاً أنها تحدياتٌ لن تستطيع الدول العربية مواجهتها فُرادى.
وشدّد الأمين العام أن الدول العربية لا زالت بحاجة إلى مفهوم متطور وشامل للأمن القومي العربي، وأن المسافة بين الطموح والواقع لا زالت كبيرة فيما يتعلق بتحقيق التكامل الاقتصادي، مُشيراً إلى أن إصلاح العمل العربي المشترك مطلوب بل واجب، شريطة أن يكون هذا الإصلاح بمنطق البناء لا الهدم، وبهدف تطوير ما هو قائم وليس تبديده، خاصة وأن أحداً لا يملك برنامجاً بديلاً لما توفره الجامعة، بمجالسها ومنظماتها المتخصصة، من آليات وأدوات للتنسيق والتعاون بين الدول العربية.
وقال أبو الغيط في ختام رسالته: "يظل دورنا وقد تسلمنا الراية أن نواصل المسيرة وأن نضمن أن يبقى علم هذه الجامعة خفاقاً عالياً، وأن تبقى جامعتنا منيعةً ضد معاول الهدم، حصينة في مواجهة دعاوى التفتيت".