افتتح سعادة المهندس عادل صقر الصقر المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين صباح اليوم الثلاثاء 9 يناير 2024 أعمال الاجتماع التشاوري التاسع لأصحاب المعالي الوزراء العرب المعنيين بشؤون الثروة المعدنية بالتعاون مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية بالمملكة العربية السعودية، وذلك تزامنا مع انعقاد فعاليات مؤتمر التعدين الدولي الذي تحتضنه العاصمة الرياض خلال الفترة 9-11 يناير الجاري تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أيده الله، وبمشاركة عدد من أصحاب المعالي الوزراء العرب والمسؤولين والخبراء المعنيين بقطاع الثروة المعدنية في 19 دولة عربية.
واستهل سعادة المهندس عادل صقر الصقر- المدير العام للمنظمة في كلمته الافتتاحية برفع أسمى عبارات الامتنان والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان آل سعود – أيدهم الله- على مساعيهم المقدرة والدائمة لتحفيز العمل العربي المشترك، وعلى استضافة المملكة العربية السعودية لأشغال هذا الاجتماع للمرة الثانية على التوالي تزامنا مع عقد مؤتمر التعدين الدولي، الذي يعد الحدث الأبرز في المنطقة.
كما تقدم سعادته بتهنئة المملكة العربية السعودية على استضافتها للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في 2025 وتنظيم نسخة معرض إكسبو 2030 في العاصمة الرياض، ترسيخًا لدورها الريادي والمحوري والثقة الدولية التي تحظى بها، وقدرتها على بناء مستقبل واعد وتحقيق تنمية شاملة.
وأعلن سعادته في كلمته عن الإطلاق الرسمي لـ "المنصة العربية لمعادن المستقبل" بحضور أصحاب المعالي الوزراء، والتي تعد أول منصة معلوماتية وتفاعلية للموارد المعدنية في المنطقة كالمعادن الإستراتيجية والحرجة، وتشمل في أول إصدارها بيانات عن معادن الطاقة النظيفة وأماكن تواجدها وفرص استثمارها في الدول العربية، كأحد مخرجات المبادرة العربية لهذه المعادن التي تمت الموافقة عليها من قبل أصحاب المعالي الوزراء في الاجتماع السابق.
واستعرض المدير العام أهم إنجازات المنظمة استنادا إلى القرارات الصادرة عن الاجتماعات التشاورية السابقة لأصحاب المعالي الوزراء العرب المعنيين بشؤون الثروة المعدنية وعرض موضوع "إعادة تأهيل المناجم والمحاجر القديمة لتحقيق تنمية مستدامة"، بهدف تحويلها إلى مشروعات تنموية ذات عائد اقتصادي للدول العربية بالإضافة إلى مناقشة بعض المشروعات الحالية والمستقبلية لتحفيز قطاع التعدين وتعزيز قيمته المضافة.
ولم يفوت سعادته هذه المناسبة وأشاد بالسياسة الإستشرافية لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – أيده الله- التي بادرت بوضع إستراتيجية شاملة للتعدين والصناعات المعدنية، تهدف بشكل أساسي إلى تعظيم قيمة الموارد الطبيعية، وذلك ضمن رؤية المملكة 2030.
ومن جانبه، رحب معالي الأستاذ إبراهيم الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية في كلمته الافتتاحية بضيوف المملكة العربية السعودية، آملا أن يحقق الاجتماع التشاوري التاسع لأصحاب المعالي الوزراء العرب المعنيين بشؤون الثروة المعدنية، التطلعات المرجوة منه والخروج بنتائج تساهم في دعم قطاع التعدين في المنطقة العربية.
وشدد معاليه أن استضافة المملكة لهذا الاجتماع تأتي ضمن دورها الريادي في دعم مسيرة العمل العربي المشترك وتعزيز مسيرته في كافة الجوانب، والذي يتزامن انعقاده مع أعمال مؤتمر التعدين الدولي في نسخته الثالثة، الذي يحظى برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – أيده الله-.
وأضاف معالي الأستاذ الخريف أنه انطلاقا من مبدأ التعاون والتكامل في جميع المجالات التنموية التي تخدم الوطن العربي وقطاع التعدين بشكل خاص، تكمُن أهمية هذا الاجتماع التشاوري الوزاري الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية للمرة الرابعة، بالتعاون بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية بالمملكة والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين، في كونه مناسبة لبحث سبل تطوير قطاع الثروة المعدنية في الدول العربية وزيادة مساهمته في اقتصاداتها الوطنية وتحقيق التكامل العربي في هذا القطاع ضمن منظومة العمل العربي المشترك.
وتطرق معالي الخريف في كلمته إلى عرض تجربة المملكة في تطوير قطاع التعدين، الذي تعتمد عليه كأحد الخيارات لتنويع القاعدة الاقتصادية وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030، ليسهم القطاع في توفير الموارد الخام الطبيعية للصناعات التعدينية وتلبية الطلب العالمي المتزايد. مبرزا أن هذه الرؤية بنيت على أربع ميزات تنافسية؛ أولها الثروة الضخمة من المعادن، والطلب المحلي المتزايد، والخدمات التنافسية، وقوة المملكة الاستثمارية.
ويعتبر معاليه أن المنطقة العربية تحظى ببيئة جيولوجية متنوعة وثروات معدنية وافرة، مما يعطيها ميزة نسبية تؤهلها لأن تكون في المقدمة على خارطة التعدين العالمية، وأن مسؤوليتهم اليوم كقادة ومسؤولين في هذا القطاع تتطلب تضافر الجهود لدعمه عبر توفير البيئة الاستثمارية المحفزة وتعزيز سلسلة القيمة للموارد المعدنية الفلزية واللافلزية من خلال إقامة مشاريع تخدم تحويل الخامات الى منتجات تدعم اقتصاد الدول وتعزز القدرة التنافسية في السوق العالمية، خصوصا وأن الصناعات التعدينية تتطور يوما بعد يوم، حيث يزداد الطلب العالمي على المعادن نظرا للتطور الصناعي والتكنولوجي القائم والمتوقع.