افتتحت يوم الثلاثاء 15 نوفمبر 2022 بمدينة طنجة المغربية فعاليات الملتقى الثالث للمناطق الصناعية ودورها في جذب الاستثمار وتنمية الصادرات، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. ويعقد الملتقى هذا العام تحت شعار "أهمية المناطق الصناعية في التنمية الوطنية في ظل التحولات الاقتصادية العالمية".
وعبر المهندس عادل صقر الصقر المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين في كلمته الافتتاحية عن بالغ التقدير والامتنان لما تقدمه المملكة المغربية، ملكاً وحكومةً وشعباً، من دعم ورعاية للمنظمة مما يمكنها من القيام بالمهام الموكلة إليها على الوجه الأمثل.
وقال المهندس الصقر إن الملتقى يهدف إلى تسليط الضوء على واقع وآفاق المناطق الصناعية وتحدياتها في ظل التطورات الاقتصادية والعالمية وبيان دورها في جذب رؤوس الأموال واستقطاب الاستثمارات الصناعية، إلى جانب الترويج للاستثمار في المناطق الصناعية لتدعم تصنيع الخامات المحلية ودمجها في سلاسل التوريد للصناعات الرئيسة وخلق فرص عمل جديدة وزيادة الصادرات وتوطين التكنولوجيا مشيراً إلى أن التحولات الراهنة والتحديات والأزمات التي تفرضها الأوضاع الإقليمية والدولية تستدعي ضرورة تدعيم دور المناطق الصناعية في تأمين احتياجات الدول من السلع والمنتجات الصناعية، باعتبارها إحدى الآليات التي تساهم في تعزيز التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة وتعميق التصنيع المحلي من خلال توفير الخدمات والبنية التحتية الداعمة للصناعات الوطنية العربية ودمجها ضمن سلاسل القيمة الإقليمية والدولية من أجل زيادة فرص تنمية الصادرات الصناعية العربية وتعزيز تنافسيتها في الأسواق العالمية.
وشدد المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين على أهمية تنمية وتطوير المناطق الصناعية في الدول العربية لتواكب تطورات وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة وعصر الاقتصاد الرقمي، والعمل على الترويج للجيل الجديد من هذه المناطق وتوطينها في المنطقة العربية.
مشيرا إلى ان المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين حريصة على تيسير الاستفادة من التحول الرقمي واقتصاد المعرفة، فقد بادرت بإنشاء منصة طلبات وعروض المنتجات الصناعية والتعدينية العربية APIP.online لتصبح أول منصة عربية رسمية متخصصة في هذا المجال، ولتكون بمثابة قناة تفاعلية تكاملية لخدمة القطاع العام والخاص في الدول العربية، وتتضمن المنصة APIP.online حالياً أكثر من 20 الف منشأة صناعية وتعدينية عربية للاستفادة من خدماتها. كما تطمح المنظمة أن تشمل المنصة كافة المنشآت الصناعية والتعدينية العربية بمختلف قطاعاتها، وأن تكون نموذجاً مرجعياً متميزاً لدعم منظومة الصناعة العربية وتحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة وتعزيز الشراكة الفاعلة بين مختلف القطاعات الصناعية.
وأفاد أن المنظمة أَوْلت اهتماماً كبيراً بالمناطق الصناعية في الدول العربية من خلال إعداد الدراسات التشخيصية والفنية والاقتصادية حول واقع هذه المناطق وتشجيع إعداد الادلة الاسترشادية للاستثمارات تتضمن المزايا والحوافز والتسهيلات الممنوحة للمستثمرين الصناعيين في المناطق الصناعية بالإضافة إلى قيام المنظمة بتشجيع برامج استخدام الموارد والطاقة وتعميم نماذج الاقتصاد الدائري في الدول العربية بما يحقق التنمية المستدامة و تشجيع الاستثمارات المشتركة والتعاون بين رجال الأعمال.
ومن جانبه أكد معالي وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، في كلمة عبر تقنية الاتصال عن بعد، أن إضفاء الرعاية السامية على هذه الفعالية الاقتصادية الإقليمية يؤكد الأهمية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للتعاون الاقتصادي الإقليمي ودور الاستثمار في دعم الاقتصاديات العربية وتشبيك جهود الدول العربية، وذلك في ظل مناخ اقتصادي عالمي صعب يتسم بالتحديات الكبيرة التي تسببت فيها تداعيات كورونا والنزاعات العسكرية والتأثير السلبي للتغير المناخي.
وأضاف أن الملتقى، وإن كان يجري في ظروف اقتصادية وإقليمية صعبة، إلا أنه يؤسس لتعاون عربي-عربي على أسس اقتصادية متينة وعلى مبدأ رابح/رابح، من أجل تحقيق التوازن الاقتصادي وضمان استدامته وكسب رهان التنمية وضمان استدامتها، خاصة وأن المناطق الصناعية تعد إحدى الدعامات الأساسية لتطور الاقتصاد وتعزيز القدرة التنافسية وتحقيق السيادة الصناعية على وجه التحديد، مشيرا إلى أن تنظيم التظاهرة في منطقة طنجة يعد مناسبة للاطلاع على التطور الذي يحققه المغرب على صعيد جذب الاستثمار وتوفير البنيات التحتية المهمة لتنشيط الاقتصاد، والدور الذي يطلع به المغرب في الربط بين مختلف مناطق العالم.
من جهته، قال رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، عبد اللطيف أفيلال، إن الهدف من تنظيم الفعالية هو تعزيز التعاون والعمل المشترك على صعيد العالم العربي والبحث عن معالم جديدة لتطوير الاقتصادات العربية على اسس صلبة في ظرفية عالمية وإقليمية استثنائية، وتبني سياسات استثمارية مشتركة تعود بالنفع على كل الدول العربية.
واعتبر أن تحقيق اقلاع اقتصادي شامل ومتوازن يحتاج الى آليات جديدة تعتمد مقاربات صناعية مبتكرة، و إنشاء مناطق صناعية بمواصفات حديثة، وتوفير بنيات تحتية متطورة وتحفيزات خاصة، مبرزا أن المغرب، وبفضل الرؤية المستبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، قطع أشواطا مهمة في نهج سياسات استثمارية نوعية تلائم استراتيجية التنمية الجديدة واستراتيجية الجهوية المتقدمة وتطلعات المستثمرين المغاربة والأجانب.
وأكد أن النهج الذي يسير عليه المغرب مكن في سنوات قليلة من توفير بنيات صناعية واعدة موازاة مع الاهتمام الذي خصه لمهن المستقبل وتكوين الكفاءات ودعم المؤهلات البشرية وتطوير الإطار القانوني، ما جعل المغرب قطبا اقتصاديا إقليميا واعدا مثار اهتمام الكثير من أصحاب رؤوس الأعمال والباحثين عن فرص الاستثمار الواعدة.
يذكر أن الملتقى يعقد بمبادرة من المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين، التابعة لجامعة الدول العربية ومقرها العاصمة المغربية الرباط، بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة المغربية، غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) والمركز الإسلامي لتنمية التجارة، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، والمناطق الصناعية طنجة المتوسط (Tanger Med) وبمشاركة عدد كبير من المعنيين بالصناعة في المجالين الخاص والعام في الدول العربية بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية و شريحة عريضة من الصناعيين ورجال الأعمال والمستثمرين والخبراء كما يتم خلال الملتقى تنظيم لقاءات أعمال ثنائية (B2B) بمشاركة رجال الأعمال والمستثمرين بهدف تعزيز فرص الاستثمار في الدول العربية.