إعادة تدوير النفايات هى عملية موجودة منذ القدم في الطبيعة حيث ان فضلات بعض الكائنات الحية هى غذاء لكائنات حية أخرى فيتم التخلص من تلك الفضلات بطريقة آمنة بيولوجيا ، وقد مارس الإنسان عملية إسترجاع النفايات منذ العصر البرونزي، حيث كان يذيب مواد معدنية لتحويلها إلى أدوات جديدة. والمقصود بإعادة التدوير هو إعادة إستخدام المخلفات؛ لإنتاج منتجات أخرى. ومنذ أن فطنت المجتمعات الحديثة إلى المشكلات البيئية الناتجة عن المخلفات المختلفة سواء كانت صناعية او زراعية وكذلك المحلية ، فإن العديد من البلدان اتخذت سياسات حازمة لإعادة تدوير النفايات. ولإعادة تدويرالنفايات العديد من الفوائد فهي تحمي الموارد الطبيعية الآخذة فى النضوب وتقلص النفايات مما يؤدى الى حماية البيئة المحيطة من التلوث كما انها توفر فرص عمل جديدة خصوصاً بين الطبقات الفقيرة.
وكخطوة أكثر تقدماً ومن أجل بيئة أفضل فقد نشأت فكرة الانتاج الأنظف في القطاع الصناعي خلال ثمانينات القرن العشرين ، وهو يقوم على استبعاد الملوثات قبل حدوثها بدلاً من الطرق التقليدية الباهظة التكاليف والقائمة على معالجة التلوث بعد حدوثه حيث ان الأنتاج الأنظف هو تطبيق مستمر لاستراتيجية وقائية تشمل عمليات التصنيع والتسويق والخدمات، وتهدف الى زيادة الكفاءة والتقليل من الأخطار التي تلحق بصحة الانسان وبالبيئة ، وهو عملية تتطلب تغييراً في مواقف وسلوكيات وسياسات الحكومة والصناعة على حد سواء ، حيث يشمل الانتاج الأنظف استخدام تكنولوجيا أنظف، أي أسلم بيئياً سواء في استخراج الموارد الطبيعية أو صنع المنتجات أو توزيعها أو استهلاكها أو التخلص منها، وغير ذلك من المراحل التي تمر بها أثناء دورة حياتها .
ومن منطلق الدور الذى تلعبة المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين فى العمل على دعم التنمية الصناعية والإقتصادية فى الدول العربية والعمل على رفع القدرة التنافسية للمنتجات الصناعية مما يتطلب رفع قدرات ومهارات الكوادر البشرية العربية فى القطاع الصناعى فى جميع المجالات ، وفى اطار متابعة كل ما هو جديد ومتعلق بتطوير البنية التحتية لقطاع الصناعة فقد تم الإعداد لعقد هذه الورشة المتخصصة فى مجال إعادة تدوير المخلفات ومعالجة النفايات الصناعية “الصلبة / السائلة / الغازية” وإستخدام التكنولوجيا الأنظف فى الصناعة.